You are currently viewing شناشيل البصرة خلدها السياب وغدر بها الزمن

شناشيل البصرة خلدها السياب وغدر بها الزمن

تميزت البصرة بانتشار بيوت الشناشيل (المشربية) التي ظهرت لأول مرة بهذه المدينة في القرن 17 الميلادي، قبل أن تنتقل إلى بغداد وباقي مدن العراق، وهي تلقّب الآن بأم الشناشيل لكثرة شناشيلها التي تطل على شط العرب.

وخلدها الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب في قصيدته “شناشيل ابنة الجلبي”، فضلا عن الكثير من الأعمال النحتية واللوحات التشكيلية للفنانين والنحاتين العراقيين.

وبنى البصريون الشناشيل من الخشب بدل الآجر أو الحديد، للتغلب على مشاكل الثقل في توسيع البناء، وللحصول على برودة الجو الداخلي للغرفة عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى البيت دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول إلى الغرف من خلال الفتحات الخارجية المشبكة، كما تحفظ للسكان حرمتهم.

وتعد مدينة البصرة من المدن التاريخية العريقة، واشتهرت فيها القصور والمباني لشخصيات وأمراء ومشايخ مهمة وبارزة عبر العصور، واندثر الكثير من تلك القصور والبيوت والمباني الأثرية عبر السنين، ولم يبق منها إلا القليل، وهذه القلة من بيوت الشناشيل التي نشاهدها الآن تعرضت للإهمال والتخريب، كما أن زحف العمارة الحديثة يشكل تهديدا كبيرا للشناشيل، وقد يؤدي إلى اندثارها في نهاية المطاف.