تقع مدينة البصرة على الضفة الغربية لنهر شط العرب

تاريخ الموقع قبل بناء المدينة

تقع مدينة البصرة على الضفة الغربية لنهر شط العرب، الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، ويصب في الخليج العربي، وتبعد البصرة عن هذا المصب مسافة 110 كم، وتقع على دائرة عرض 30 درجة و30 دقيقة شمالاً، وخط طول 47 درجة و50

  يقصد بمدينة البصرة القديمة هي تلك المدينة التي بناها العرب عند الفتح الاسلامي في عام 14 هـ ، الموافق لعام 635 م ، حيث كانت في بداية الامر معسكراً للجنود وسكنا لعوائل

هم ليسهل عليهم التوجه الى الفتوحات ، بدل من ان يضطروا للعودة الى عوائلهم في المناطق البعيدة من شبه الجزيرة ، لقد كانت اول مدينة بناها العرب اثناء الفتوحات الاسلامية ، وتم بنائها قبل الكوفة بحوالي ستة أشهر ثم بنيت الفسطاط بعد الكوفة ان هذه المدينة قد تم هجرها من قبل سكانها فيما بعد وتحولوا الى مدينة البصرة الحديثة قبل حوالي الثلاثمائة عام وكما سنوضحها في فصول اخرى .

  بنيت البصرة على انقاض معسكر في منطقة كانت تدعى الخريبة كما وان هنالك مدينة اثرية يعتقد بعض المؤرخيين انه تم بناءها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون ، وادعى اخرين انها كانت مدينة آشورية ، حيث كانت لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر ، فأن صح هذا فان طريدون او تريدون تكون جنوب مدينة الزبير قرب خور الزبير في الوقت الحاضر (35 كم غرب مدينة البصرة) ، بينما يعتقد الرحالة الجسمي ان موقع طريدون هو قرب جبل سنام والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي 13 ميل ، فأذا كان ذلك صحيح فيجب ان يكون خور الزبير والذي هو امتداد للخليج العربي يمتد الى جبل سنام ايامالدولة البابلية .

سبب التسمية

  لقد اختلف المؤرخون واللغويون بسبب تسمية المدينة بهذا الاسم ، وتقول احدى الروايات ان العرب عندما قرروا بناء مدينة المنطقة لتكون معسكر ثابت لجيوشهم في جنوب العراق ، تقع على حافة الصحراء وقريبة من مصادر المياه ، تم اختيارهم للمدينة والتي كانت تقع شمال مدينة الزبير الحالية ، فاعجبهم الموقع وقالوا هذه ارض بصرة ، اي ذات حصى ، فسميت بذلك ، ومما يؤيد ذلك ان المنطقة ما زالت مصدر لتجهيز الحصى الازم للبناء في الوقت الحاضر .
ويقول ابن الاعرابي وابن الانباري وهم من اللغويون العرب المشهورين في العصر العباسي ، الب

صرة هي الارض الغليظة التي فيها حجارة صلبة قد تقع حوافر الدواب .
ويدعي محمد بن شرحبيل بن حسنه : انما سميت البصرة لان فيها حجارة سوداء صلبة .
اما المستشرقون فقد كانت لهم بعض الاَراء الاُخرة ، حيث يعتقد المستشرق هاتيمان : ان هنالك مدينة قرب مدينة البصرة العربية قد بناها الاًكديون ، وهم أول العرب السامين الذين انتقلوا من شبه الجزيرة العربية الى العراق والذين أقاموا اًول امبراطورية في التاريخ البشري في الاُلف الثالث قبل الميلاد ، وكان اسم تلك المدينة تدمر اُو تردم اُو تردن ، وقد تحور هذا الاسم في زمن الاغريق بعد غزو الاسكندر المقدوني الى تردن اُو تريدون .
كما وان اسمها في الاَرامية وكما يقول المستشرق لسترانج نقلاً عن كتاب جغرافي لابن سرابيون : كانت تدعى قبل الفتح الاسلامي بصرياتا .
اُما في الكلدانية (وهي لغة القبائل السامية العربية التي أنشاُت امبراطورية بابل الحديثة في القرن السابع للميلاد ) فان كلمة بصرة تعني الجزر الضعيف وبصريا وبصيريي تعني الاقنية جمع قناة ،وباصرا تعني مجموعة الاُكواخ ،وكل هذه الاَمور يوافق الواقع ايضاً فان عملية المد والجزر كانت تصل الى المنطقة بشكل ضعيف نظراً لكونها تقع على خور ضيق (يدعى بخور الزبير في الوقت الحاضر ) ،يتصل بالخليج العربي ،كما وان هناك بعض الاقنية والانهار كانت تصل اليها ذلك الزمان ، ولان المدينة اتخذت كمعسكر للجيش الفارسي وربما كانت كذلك ايام الكلدانيين قبلهم حيث انها تقع على مفترق الطرق العالمية ،ومن المؤكد انهم استخدموا الاكواخ لسكن الجنود .

 

عزيزي القارىء اذا لديك اي تعليق او استفسار تواصل معنا على ايميل الموقع