وانت تمر في الطريق المؤدي الى مدينة الفاو الحدودية مع ايران وتحديد في منطقة السيبة ترى مرقدا فخما يضم جسد احد شهداء معركة الجمل، كان ملاذا للجنود خلال الحرب العراقية ــ الايرانية ولم يلحق به اي قصف او ضرر.
صادق يعقوب عبد السيد احد خدمة المرقد تحدث لوكالة نون الخبرية، ان “هذا المرقد كان عبارة عن غرفة صغيرة يزوره اهالي البصرة لكن دون معرفة مناقبه، اما في الثمانينات حيث وقوع الحرب العراقية الايرانية فاصبح داخل ساحة المعركة، ويذكر عن عدد من الزوار ممن شاركوا في الحرب بهذه المنطقة انهم كانوا يلوذون بهذه الغرفة التي لم تصلها اية مخاطر من القصف”.
ويضيف ان “الامانة العامة للمزارات الشيعية تحققت من نسب الصحابي الشهيد وخاطبت الحكومة المحلية في البصرة فاعدت دراسات وجاءت لجان للكشف ووضعت تصاميم للبناء وحصلت على جميع الموافقات الاصولية وبوشر بالعمل عام 2013، وتضمن بناء المرقد بمساحة ستة دوانم ويضم 87 ايوان والحرم فيه اربع ابواب هي باب القبلة والامام علي والامام الرضا والامام الحجة سلام الله عليهم، وكذلك بناء منارتين بارتفاع 24 متر وقبة كبيرة بارتفاع 14 متر وبنيت مجموعة مرفقات منها قاعتين للمناسبات ومباني للادارة وحمامات”، مبينا ان “الزيارات تكثر يوم الجمع والعطل وفي شهر رمضان، والمناسبات الدينية لكن الابرز في شهري محرم وصفر حيث تقام مجالس حسينية وتقيم مجموعة من المواكب الشعائر الحسينية”.
اهم ما يحتاجه المرقد حسب قول عبد السيد هو تبليط الطريق الترابي الرابط بين الشارع العام الذاهب الى قضاء الفاو والمرقد والبالغ طوله بحدود 1700 متر لتسهيل عملية وصول الزائرين الذين يأتون واغلبهم من العائلات الى الزيارة، كما اشار الى عدم وجود المياه الصالحة للشرب والوضوء والغسل حيث وفرت ادارة المرقد صهريج ماء يزود المرقد بالمياه ولكنه لا يسد الحاجة وخاصة في فصل الصيف.
يذكر ان الصحابي زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث اسلم في عهد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعلم له عن النبي صلى الله عليه وآله رواية وانما يروي عن عمر وعلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ((لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتى جلس عند رأسه فقال : رحمك الله يا زيد ، قد كنت خفيف المؤنة ، عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه فقال : وأنت جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ، فوالله ما علمتك إلا بالله عليما ، وفي أم الكتاب عليا حكيما ، والله في صدرك عظيما)) .
استشهد رضوان الله عليه مع أمير المؤمنين علي عليه السلام في اليوم التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 36هـ في معركة الجمل التي وقعت في البصرة.