البصرة مدينة الاسماء العشرة
اسماء البصرة
كان للبصرة أسماء اخرى ايضاً فمن ذلك كان تدعى بالخريبة قبل الفتح الإسلامي ، وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها أم العراق ، خزانة العرب عين الدنيا ، ذات الوشامين ، البصرة العظمى ، البصرة الزاهرة ، الفيحاء ، قبة العلم ،كما تدعى الرعناء وذلك لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد وخاصة في فصل الربيع ،وتجمع مع الكوفة بالمصرين ، إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران اعظم امصار العالم الاسلامي بدون منازع ـ قبل بناء بغداد طبعاً ـ كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما العراقيين أو البصرتين .
المدن التي تحمل نفس الاسم : توجد هنالك مدينة في المغرب تحمل نفس الاسم وقد اختفت من الخارطة في الوقت الحاضر ولم يبق لها من وجود إلا في كتب التأريخ ،وكانت تقع على هضبة تشرف على ناحية الغرب من وادي مدا ،قرب مدينة طنجة ، والفاتحون المسلمون هم من بناها .
ولم يأتي هذا التشابه في الاسم بطريق الصدفة ،بل إن البصريين الذين كانوا يتمتعوا بمقام مرموق حسب ما يبدوا ،واطلقوا ذلك الاسم على تلك المدينة الجديدة ، تيمناً ووفـــاءً لمدينتهم التي فارقوها ، لاعجب في ذلك لان البصرة تفرض محبتها لا على اهلها فقط وانما على من سكنها فترة من الزمن أيضاً .
وهذا يشبه ما حدث في امريكا بعد استعمار الأوربيين لها ، فأهالي مدينة يورك الإنكليزية يطلقون اسم مدينتهم على مدينة جديدة يدعونها نيويورك أي يورك الجديدة ، واهالي جزيرة جرسي يطلقون اسم جزيرتهم على مدينة نيوجرسي وهكذا ، حتى أصبحت المدن الجديدة من المدن العظمى بالعالم وبقيت المدن الاصلية صغيرة غير معروفة كثيراً ، ولكن هذا لم ينطبق على البصرة ، فأن عظمتها لم تسمح بمن ينافسها .
اما مدينة بصرى التأريخية فإنها تقع في بلاد الشام ، وكذلك كانت توجد قرية قرب بغداد تدعى بُصرى ويبدو ان هذه القرية قد زالت من الوجود أيضاً .
بناء البصرة
عندما اتخذ عتبة ابن غزوان منطقة الخريبة معسكراً اخذ الخليفة يرسل العرب الى البصرة تباعاً لتسكنها ، فلما كثروا هناك بنى فيها عتبة سبعة دساكر (مفردها دسكرة) وتعني القرية الكبيرة من اللبن (الطابوق او الطوب الغير محروق) ،ويبدوا ان اكثر البيوت تم بنائها بالقصب اول الامر ثم تحولوا الى اللبن وذلك لسرعة احتراق اللبن .
وكان ذلك قبل 14 هـ وذلك قبل بناء الكوفة بستة أشهر ، وقد تم بناء المسجد ودار الامارة ثم بعد ذلك قام ببناء السجن وحمام الامراء حيث تم البناء بالقصب أول الامر ، وكان أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث ثم دار الصحابي معقل بن يسار المزني والذي اطلق اسمه على احد اهم انهار البصرة فيما بعد وهو نهر معقل او نهر المعقل كما يدعى اليوم ، وقد ادرك العرب ان ارض البصرة تصلح لزراعة النخيل فأكثروا من زراعة النخيل فيها حتى اشتهرت فيما بعد بأنها ارض النخيل .