You are currently viewing المرحوم الدكتور كمال فيلد البصري

المرحوم الدكتور كمال فيلد البصري

ماذا يريد العراق من جيرانه ؟

عندما تعقد الحكومة العراقية مؤتمرا لدول الجوار ، فيفترض ان يكون الهدف الاول تحقيق مصالح العراق وتعزيزها ، هناك ست دول تجاور العراق وهي ليست متشابهة في مدى استقلالها وسيادتها وكل يغني على ليلاه ، الكويت والسعودية والاردن تابعة لاميركا واسرائيل ، اما سورية فهي في برزخ سياسي لم تتبلور خواتيمه بعد ، اما تركيا فترى نفسها شريكا محترما لاميركا واسرائيل وتأنف ان يقال تابعة ، وهناك ايضا ايران كدولة قائمة بنفسها ولم تكتف بالاستقلال عن الشرق والغرب بل تقود تيار مقاومة وشعارها تحرير شعوب المنطقة من التبعية للغرب ، وكل من اتباع اميركا وشركاءها يجب عليهم اعلان بغضهم لايران ارضاء لاسيادهم ، اي نموذج هو اقرب الى النظام العراقي الحالي ؟ طبعا النموذج الخليجي الاردني هو الاقرب لأن العراق تابع جزئيا وهم تابعون والمتبوع واحد الا ان العراق عين من…
[10:32, 26/08/2021] Abu Talib Soliciter: لقاء مع المرحوم الدكتور كمال فيلد البصري

د. صلاح عبد الرزاق

توفي هذا اليوم ١٧ آب ٢٠٢١ الصديق المرحوم الدكتور كمال البصري (١٩٥١-٢٠٢١) عن عمر سبعين عاماً. وله ثلاثة أولاد هم مصطفى ومروان وزينب.
وكنت قبل ٢٢ عاما وأثناء انشغالي بأطروحتي حول الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام التقيت بالدكتور كمال فيلد البصري في لندن بتاريخ 6 تشرين الثاني ش1999، لسؤاله عن والده فكان هذا الحوار:

– الإسم كمال فريدريك فيلد Fridreck Staniloss Field
– ولدت عام 195١ في مدينة البصرة بالعراق . أكملت دراستي الجامعية عام 1977 وعملت في العراق لمدة عام كمساعد باحث في كلية الإدارة والإقتصاد بجامعة البصرة . وأكمات الدكتوراه في الإقتصاد في بريطانيا .
– أنجب والدي والدين أنا وأخي محمد علي الذي يكبرني بعام ويعيش الآن في منطقة كارديف ، حيث يعمل محاسباً . وهو متزوج .
– وعندما توفي والدي عام 1954 كان عمري سنتين . كان والدي يسكن في مدينة المعقل بالبصرة .

قدومه إلى العراق
– كان والدي إنكليزياً ، وبريطاني الجنسية . دخل العراق ضمن القوات البريطانية التي أرسلت إلى العراق أثناء الحرب العالمية الثانية . وبعد انتهاء الحرب ومغادرة تلك القوات العراق ، بقي هو في العراق متأثراً ببعض العادات والقيم العربية والإسلامية .

– لما وصل البصرة ، كان يعاني من ظروف نفسية عندما كان في بريطانيا . كانت له زوجة وخمسة أطفال . وكانت علاقته بزوجته ليست سليمة .

– وكان لديه تألم وعدم ارتياح من ظروف المجتمع البريطاني وخاصة من رجل الكنيسة . فكان يعتقد بأن رجل الكنيسة إنسان يفعل شيئاً ويقول شيئاً آخر ، فهو غير واقعي في تصرفاته . وأن ما تطرحه الكنيسة يمتاز بالمثالية وبعيد عن الواقع والحياة . ولديه مستمسكات على ذلك . هذه بعض الصور التي لمستها من حديث والدتي .

– بعد خروج القوات البريطانية استقر في العراق ، واشتغل كموظف مدني في مصلحة الموانئ العراقية .

– طابت له حياة العرب والمسلمين في مدينة البصرة . أعجبته بساطة الناس ، فأخذ يكسب منهم أصدقاء له ، وبدأ يتعلم شيئاً عن الإسلام . ش

– والشيء الذي أعرفه عن سماحة السيد محمد الموسوي (ممثل السيستاني في سوريا آنذاك) الذي التقيت به العام الماضي ، فذكر لي بأن والدي كان يحمل ثقافة في الديانات الأخرى ، وليس المسيحية فحسب . لديه نوع من الإطلاع . لذلك لما أسلم سمي (إدريس) من قبل السيد عبد الحكيم الموسوي (والد السيد محمد الموسوي) . وقال لي بأن السبب بتسميته بإدريس إشارة إلى أنه درس العلوم الدينية .

– بنى والدي علاقات طيبة مع أهالي مدينة البصرة الذين كانوا يذكرونه بعد وفاته . كان يسكن في المعقل . وما زال البيت قائماً حتى الآن . ومازال بعضهم يتذكر أخلاقه وصفاته وبساطته . بعد أن توطدت علاقاته بأهالي المعقل بدأ تدريجياً يذهب إلى المسجد . وبسبب الحساسية بين العراقيين والإنكليز آنذاك ، لم يؤخذ موضوع رغبته بالتدين وقبول الإسلام موضع جد ، وانما أحيط بالحذر ، لأنها حالة لم يسبقها إليها أحد . شخص كان ينتمي إلى القوات البريطانية المحتلة للعراق يمكن أن يصبح مسلماً . فالعلاقة بين الطرفين كان يشوبها الحذر ، ولهم الحق في ذلك . لم أسمع أنه عانى من ذلك ، ولكن سمعت من نقل هذا الموضوع . وازداد حب إمام المسجد ورواد المسجد (جامع المعقل) ازداد له . وكانت علاقته قوية مع إمام الجامع السيد عبد الحكيم الموسوي .

– بعد ذلك اعتنق الإسلام ، وأصبح شديد الإهتمام بالفقراء ومساعدتهم ، باعتبارهم صاحب وظيفة ، والناس آنذاك كانت بعيدة عن الوظائف ومواردها محدودة .
– أعتقد أن الدافع الرئيسي لإعتناقه الإسلام هو عدم رضاه Dissatisfaction عن المسيحية .

– بعد ذلك تزوج من والدتي التي تنتمي إلى عشيرة خفاجة . وبعد ثلاث سنوات من الزواج توفي إثر أزمة قلبية . كنا وقتها أنا وأخي مسافرين مع والدتي إلى لبنان ، لأنها كانت تعاني من الربو . وكنا معها وهي تتعالج . وقد وصلتها برقية تبلغها بوفاة الوالد (عام 1952) . وكان عمره 49 عاماً ( أي أنه من مواليد عام 1905)

– ولما عدنا إلى العراق وجدنا كل شيء قد انتهي . لقد تم دفن الوالد في مدينة النجف الأشرف . وأخفت الوالدة عنا خبر وفاته لسنوات طويلة . وعندما كبرت وبدأت أتردد على الجامع حدثني السيد عبد الحكيم عن موضوع دفن الوالد . فذكر لي بأنه لما توفي والدي ذهب مدير الشرطة ومختار المنطقة والسيد محمد بن السيد عبد الحكيم الموسوي إلى منزله ، ودخلوا الغرفة التي توفي فيها .

– ومن الطبيعي أن الإنكليز ، الذين ما زالوا في العراق آنذاك ، يتولون أمر دفنه . وكان الوالد كأنه عارف أنه سيموت في تلك الليلة فكتب رسالة وجدت إلى جواره يوصي فيها بدفنه على الطريقة الإسلامية ، وأن يتولى السيد عبد الحكيم الموسوي موضوع دفنه . و احتراماً للإنكليز الذين أبدوا رغبة بدفنه ، فقد شارك الإنكليز الذين كانوا في البصرة في مراسم تشييعه . فنقل مشياً على الأقدام من جامع المعقل إلى محطة القطار ، ثم إلى مدينة النجف الأشرف .