You are currently viewing ما تأثير بطولة خليجي 25 في واقع الاستثمار والاقتصاد في البصرة؟

ما تأثير بطولة خليجي 25 في واقع الاستثمار والاقتصاد في البصرة؟

تطرح استضافة العراق لبطولة خليجي 25 تساؤلات عدة عن انعكاساتها  على واقع الاستثمار والاقتصاد في البصرة، التي تعدّ بوابة العراق البحرية، والمصدر الرئيس للنفط الخام الذي يعتمد العراق على بيعه لرفد الموازنة المالية للبلاد.

ويستضيف العراق نسخة بطولة خليجي 25 لكرة القدم، وستشارك جميع المنتخبات الكروية لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى اليمن والعراق في البطولة التي ستجري في محافظة البصرة العراقية للفترة بين 6-19 يناير/كانون الثاني المقبل.

وتنظّم البطولة مرة كل عامين، كانت قد انطلقت النسخة الأولى عام 1970 بالبحرين.

واستضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019، أما العراق فقد استضاف البطولة لأول مرة عام 1979 “خليجي 5”  بالعاصمة بغداد، حيث توّج باللقب حينها.

ما أهم موارد البصرة؟

تقع محافظة البصرة جنوب العراق، وتبلغ مساحتها قرابة 19 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها قرابة 3 ملايين نسمة، وفق الجهاز المركزي العراقي للإحصاء.

ويقول المهندس النفطي ثائر الخالدي إن احتياطي البصرة من النفط يبلغ 93 مليار برميل، وأنها تستحوذ على 4 حقول نفطية من أصل 6 عملاقة بالعالم، لافتًا في حديثه للجزيرة نت، إلى أن البصرة تعدّ أغنى المحافظات العراقية، وتنتج ما نسبته 70% من نفط العراق.

كما تتمتع البصرة بواجهة بحرية على الخليج العربي، حيث تملك مواني عدة؛ منها: المعقل وأم قصر وخور الزبير وأبو فلوس وخور العميه والبصرة النفطي والفاو.

كم حجم الوافدين لحضور خليجي 25؟

نظرًا لعدم بدء البطولة، لا يمكن تحديد رقم دقيق لعدد الوافدين إلى البصرة، وذلك وفق مدير مطار البصرة الدولي محسن عبد الحسين، الذي أضاف أن التوافد من دول الخليج بدأ فعليًا ولا يزال مستمرًا.

وأضاف عبد الحسين أن مطار البصرة مُعدّ حاليًا لاستقبال العديد من الطائرات من دول الخليج، بمعدل 5 آلاف مسافر يوميًا.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت قبل أسبوعين عن منحها سمات دخول مجانية للوافدين من دول الخليج بمناسبة استضافة البصرة بطولة خليجي 25، فضلًا عن تأكيد الحكومة على إمكانية الوافدين استخدام الطرق البرية لدخول العراق، أو من خلال مطار البصرة الدولي.

مواقع البصرة السياحية

ذكرت مدير إعلام وزارة الثقافة والسياحة والآثار زهرة الجبوري، أنه تم تجهيز 35 فندقًا في البصرة، لاستقبال وفود وجماهير البطولة، وأن الوزارة وضعت البرامج المختلفة لتسهيل زيارة الوافدين للمواقع السياحية في المحافظة.

وتضيف أن من ضمن هذه المواقع: كورنيش العشار، والمتاحف الحضارية والتاريخية، والشناشيل، والأماكن الترفيهية، إضافة إلى تنظيم جولات نهرية في شط العرب، وزيارة جامعة المعقل وقبة المواني وشجرة آدم في القرنة وبساتين أبو الخصيب، فضلًا عن زيارات لبيت الشاعر بدر شاكر السياب، وأهوار البصرة، غير أنها لم تكشف عن حجم الإيرادات السياحية المتوقعة من البطولة.

إيرادات خليجي 25

من جهته، يؤكد مدير المكتب الإعلامي لاتحاد كرة القدم يوسف فعل، أن البصرة جهّزت ملعب جذع النخلة (يتسع لـ60 ألف متفرج)، وملعب الميناء الأولمبي (يتسع لـ30 ألف متفرج).

معلقًا “قرّر الاتحاد أن تكون التذكرة لمباراتين في دور المجموعات التي ستقام في يوم واحد ضمن المجموعة ذاتها وفي الملعب نفسه”.

لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم الإيرادات الإجمالية لعدد التذاكر إلى 10.8 مليون دولار.

وأضاف “ستكون تذاكر مباراتي نصف النهائي والمباراة النهائية منفصلة عن تذاكر المجموعات، حيث ستكون هناك 4 فئات للتذاكر، تبدأ من 10 دولارات وتنتهي بـ 40 دولارًا، وأن معدل الإيرادات من آخر مباراتين قد يصل إلى 3.3 مليون دولار”.

لافتًا إلى أن جميع الإيرادات ستعود لاتحاد كرة القدم العراقي.

ما انعاكسات البطولة على الاقتصاد؟

ويؤكد معاون محافظ البصرة حسن النجار أن إنشاء المدينة الرياضية كان له الأثر الواضح على التنمية الاقتصادية للبصرة من خلال تهيئة المرافق الخدمية والفندقية والسياحية.

مشيرًا إلى أن حملة الإعمار للبنى التحتية بالمحافظة للمشروعات المدرسية والإسكانية في الأقضية والنواحي بدأت منذ 2019.

وأضاف معلقًا “وصلت البصرة إلى مراحل متطورة حيث تم إكساء الكثير من الطرق الرئيسية والفرعية، مع تأهيل شبكات الصرف الصحي وتوفير الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، الأمر الذي انعكس على البصرة وسكانها من خلال توافد كبير للزائرين من دول الخليج قبل البطولة، مما أدى لتعزيز واقع السياحة في البصرة”.

 كيف يمكن الاستفادة من تجربة دولة قطر؟

جذبت دولة قطر الأضواء من خلال الاستضافة المبهرة لبطولة كأس العالم 2022 التي انتهت قبل أيام، وهو ما حفز العراقيين للاستفادة من هذه التجربة.

وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي يوسف النبهاني “إن قطر من الدول الخليجية التي تطورت بشكل سريع في مجالات البنى التحتية، حيث باتت  تمتلك شركات رصينة لديها الخبرة في هذا المجال”.

واقترح النبهاني على حكومة البصرة المحلية الشروع بعمل توأمة مع العاصمة القطرية الدوحة لإنشاء المشروعات الإستراتيجية واستثمار الغاز المسال في المحافظة، حسب قوله.

كيف تسهم الرياضة بتعزيز النمو؟

للإجابة عن هذا السؤال، يقول الباحث الاقتصادي بسام رعد “إن الرياضة تحولت من هواية رياضية، لتصبح ركيزة من ركائز النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي في البلدان”.

وحول الآثار الاقتصادية المباشرة للبطولة على العراق، يتابع رعد أنها ستكون من خلال أجور البث التلفزيوني المباشر وأسعار تذاكر المباريات ومبيعات الإعلانات التجارية.

مبينًا أن هذه المجالات أدّت إلى زيادة فرص العمل بالبصرة، وأسهمت في تفعيل قطاعي الخدمات والنقل وجذب الاستثمار الخليجي المباشر للمحافظة، فضلًا عن مزايا غير مباشرة تتعلق بالرفاهية وتحسين الاندماج المجتمعي.

ما عوائق الاستثمار بالعراق؟

ورغم النظرة التفاؤلية لرعد حول ما يتعلق بالتنمية المتوقعة من استضافة العراق لبطولة خليجي 25، فإن الباحث الاقتصادي حيدر فليح الربيعي يبدي تخوفًا من عزوف المستثمر الخليجي والأجنبي من الاستثمار في العراق بسبب عوامل عدة؛ منها: البيرواقرطية وانتشار السلاح والعشائرية التي تحد من نجاح الاستثمار، حسب تعبيره.

وقال الربيعي إن “الحكومة العراقية مطالبة بإزالة جميع العوائق وتهيئة الأرضية المناسبة للمستثمر الذي يوصف في عالم المال بـ(الجبان)”.

مختتمًا حديثه بأن العراق يعدّ بلدًا “متعطشًا” للاستثمار، وأنه لا بد من الانفتاح على دول الخليج التي نجحت في ذلك حتى باتت من الدول المهمة على خريطة التجارة العالمية، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة