كثيرة هي مواكب الخدمة الحسينية ومتنوعة خدماتنا من الطعام والشراب والمبيت والصحيات، وتفننت المواكب في توفير اجواء الراحة للزائرين السائرين على اقدامهم نحو كربلاء الشهادة، الا ان ثلة من كلية الصيدلة في جامعة البصرة، آثرت ان تتميز بخدماتها التي يحتاجها كثير من الزائرين، فبدأت بسيارة ومفرزة متنقلة وملاك طبي متمرس توزع الدواء على محتاجيه من المشاية، وانتهت بموكب خاص يضم صيدلية كبيرة ووحدتي تمريض رجالية ونسائية، واطباء وتمريضيين وطلبة كليات ومتبرعين عملهم على مدار اليوم، وما بينها قصة خدمة وانفاق وتطوع مميزة.
الفكرة والبداية
عند انطلاق مسيرة الزائرين في العام 2003 تملكتنا الفرحة واردنا ان نساهم بها، هكذا يسرد الدكتور محسن المزيعل من كلية الصيدلة في جامعة البصرة ويقول ” انطلقت الفكرة من تحاور مجموعة من الاساتذة حول تقديم خدمة دوائية للزائرين ونحن اهل الاختصاص، وبدأ تطبيق الفكرة اول مرة على ارض الواقع من خلال وضع الادوية والملاك التخصصي في باص كوستر والسير على طريق الزائرين من امام جامعة البصرة الواقعة في منطقة كرمة علي ولغاية قضاء المدينة مرورا بمناطق الهارثة والهوير والقرنة اي داخل حدود البصرة، وكنا طبيب وصيدلاني ومختبري سريري وعامل خدمات، وقد تجهزنا بجميع المعدات والمستلزمات التي نحتاجها في تقديم الخدمة مثل (الكباسيل واجهزة السلامة والمقويات وعلاجات الاجهاد والاعصاب) مع اساليب الدعم للزائرين التي نعتمدها في عملنا، واستمر هذا الحال لغاية عام 2010، ونخرج بحدود سبعة اشخاص، ثم اتخذنا موقف قرب احد المواكب في منطقة الهوير بنفس السيارة ونقوم بالفحص واعطاء العلاج للمحتاجين، وفي العام 2012 انتقلنا الى قضاء البطحاء، واتذكر حينها حصل تفجير ارهابي على الزائرين، ونتنقل حتى نصل الى حدود مدينة السماوة ثم نعود الى البصرة”.
الموكب الثابت
وفي العام 2014 حاولنا الحصول على مكان ثابت لتقديم الخدمة، وجئنا من البصرة الى منطقة البطحاء في ذي قار ووقفنا امام موكب اليوم الموعود للسادة البطاط من اهالي ابو صخير في البصرة، وعرضنا عليهم الامر بواسطة احد اصدقائنا، فوافقوا وخصصوا لنا مكانا خاصا بنا نصبنا فيه خيمة على غرار المفارز الطبية المنتشرة على طريق الزائرين، كما وفروا للعاملين امكنة المبيت في بيوت اشخاص اصدقاء من البطحاء بدل رجوعهم ليلا الى البصرة، وهو ما ساعدنا على زيادة الخدمة واستقبال عدد من المتطوعين للعمل في الموكب من كليات اخرى ومستشفيات البصرة، وساهم ايضا بتبرع عدد من معارفنا بمستلزمات طبية وملابس داخلية كما جمعنا اموال وساهمنا بشراء الذبائح لاعداد الطعام والمياه للموكب لتوزيعها على الزوار، ولدينا اصدقاء صيادلة قاموا بالتبرع بالأدوية والمستلزمات الطبية، وفي العام 2017 افتتحنا عيادتين للتداوي واحدة للرجال الذين كان عددهم ثلاث تمريضيين واصبحوا الان خمسة، واخرى للنساء وتطوع معنا ملاك تمريضي مكون من خمسة نساء ممرضة ومتقاعدة تعرف التمريض وتدريسية وطبيبة اخصائية بالسونار وجهزناهم بالمكان والاجهزة والمعدات والادوية والعلاجات اللازمة، ويعمل معنا اطباء مختصين سريرين”.
طلاب الصيدلة
يشترك معنا متطوعين من طلاب الصيدلة هكذا يوضح عمل المتطوعين مسؤول الموكب الطبي المزيعل ويضيف ” وعددهم سبعة طلاب من مراحل مختلفة ومن كليات اخرى، ولديهم همة عالية في العمل، ونبدأ من البصرة الى قضاء البطحة، وسننصب بعد ايام مستشفى ميداني في منفذ الشلامجة لتقديم الخدمات لملايين الزائرين الايرانيين، وجهزت الادوية والمعدات له، وموكب آخر لجامعة البصرة في مدينة كربلاء المقدسة، وتستمر خدمتنا الطبية للزائرين لمدة (25) يوما تقريبا، ولدينا سيارة اسعاف متوقفة امام الموكب لنقل الحالات الطارئة الى المستشفيات، ونعالج الاف الزائرين من الرجال والنساء والاطفال، ويعمل معي طبيب اختصاص وطبيبين صيدلة سريرية وحوالي (14) صيدلي متطوع، ولنا الآن (19) عاما من تقديم الخدمات الطبية للزائرين، ونعزز النقص في الادوية والمعدات اولا بأول”.