You are currently viewing تتوالى الزيارات مشروع قادم تريد بريطانيا تنفيذه بين العراق ودول المنطقة

تتوالى الزيارات مشروع قادم تريد بريطانيا تنفيذه بين العراق ودول المنطقة

شهد العراق في الأيام الماضية زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى من دول عربية وإقليمية وحتى غربية لمناقشة ملفات عدة تربط بالعراق بدول المنطقة إضافة الى الاتحاد الأوروبي وكان اخرها زيارة اجراها وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأردني ايمن الصفدي الى العاصمة بغداد.
وتتزامن زيارة شكري والصفدي مع استعداد العراق لمد أنبوب النفط الى ميناء العقبة الأردني من محافظة البصرة والذي اثير حوله الجدل والتحذيرات من ان يتم تصدير النفط الى الكيان الصهيوني، بالإضافة الى مشروع الربط الكهربائي من دول الأردن ومصر والخليج العربي.

ماهية الزيارة العربية

اتفق وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم الاثنين (6 حزيران 2022)، مع وزيري خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي على عقد اجتماعات مستمرة لمواجهة التحديات وتعزيز التعاون الثلاثي.
واكد حسين خلال مؤتمر صحفي “بحث العمل المشترك بين البلدان الثلاثة لمواجهة التحديات، بالإضافة الى مناقشة تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة”، مبينا، “اتفقنا على عقد اجتماعات مستمرة بين البلدان الثلاثة”.
بدوره، أكد وزير خارجية مصر سامح شكري، “زيارتنا إلى العراق فرصة سانحة لتعزيز التعاون الثلاثي”، مبينا أن “هدف الإطار الثلاثي دعم العراق”.
وتابع انه “نعمل على تكوين رؤية موحدة لمواجهة التحديات”، لافتا الى أن “الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة وصل إلى مراحل متقدمة”.
الى ذلك، اشار وزير خارجية الأردن الى أن “الاردن اتفقت مع العراق على الربط الكهربائي وسيبدأ التزويد بداية العام المقبل”، مبينا “تحقيق 90 بالمئة في إطلاق المدينة الصناعية”.

احياء الاتحاد الهاشمي

وعلى الرغم من الحديث عن ان سبب الزيارة الأخيرة للعراق هي الربط الكهربائي الا ان سياسيين تحدثوا عن وجود تحرك بريطاني لإحياء “الاتحاد الهاشمي” من اجل الحفاظ على المصالح الخاصة في العراق.
ويقول السياسي سمير عبيد في حديث لـ “المطلع”، انه “صار التفكير جلياً باعادة احياء( الاتحاد الهاشمي ) ولكن بتسميته الثانية وهي ( الاتحاد العربي) لكي لا تستفز العراقيين بالدرجة الأولى”.
وأضاف عبيد ان “هدف الاتحاد هو تحويل ما تنهبهُ تركيا وايران وبعض دول الخليج مم مليارات سنويا من العراق اضافة لما تنهبه منظومة الفساد في العراق ليكون من حصة ( الاردن ومصر ) مقابل وحدة ( اقتصادية وامنية وتجارية) برعاية بريطانية ويكون العراق هو الرأس فيها”.
وبين ان “من هنا جاءت فكرة مد انبوب ( خط البصرة – العقبة ) النفطي وهي الخطوة الاستراتيجية لبريطانيا بعد الخطوة الاستراتيجية الاولى وهي ( تشييد ميناء مبارك الكويتي ) الذي هو ميناء بريطاني بهوية كويتية”.
وأردف ان “ميناء مبارك سيكون نواة لعودة بريطانيا الى تركتها القديمة. وبالفعل هي بدأت تغازل الصين اي بريطانيا بالبصرة والعراق لتكون شريكا لها في خط الحرير. وعندما يتحقق لبريطانيا ذلك سوف ترتبط الكويت بالبصرة”.

استراتيجية الخط المستقيم

وأشار عبيد الى ان “استراتيجية ولادة الاتحاد العربي على أنقاض الاتحاد الهاشمي ماضية ولن تعود للوراء. وسوف تتحقق من رحمها استراتيجية ( الخط المستقيم )  الذي يمتد من الكويت الى العراق فالأردن ثم مصر”.
وبين قرب “ولادة تحالف قوي بوجه ايران وتركيا وحتى بوجه اسرائيل لأن البريطانيين لا يحبون مشاركة اسرائيل في العراق بشكل خاص وفي التركة البريطانية بشكل عام”.
وتابع ان “زيارة ولي العهد الاردني الامير الحسين بن عبد الله الثاني للكويت يوم ٧ حزيران ٢٠٢٢ وبُعيد زيارة وزيري خارجية مصر والاردن الى العراق هي لجس نبض الكويت حول انتماءها الى الاتحاد العربي بين مصر والعراق والاردن والذي تقدم خطوات مهمة جدا وبرعاية اميركية وهندسة بريطانية”.

الاستفادة من نفط العراق

ويحذر المراقبون للشأن السياسي من وجود مطامع لدول الجوار للاستحواذ على أموال العراق والاستفادة من بيع النفط بسعر رمزي.
وأوضح المحلل السياسي علي الصاحب في حديثه لـ “المطلع”، ان “العراق ينظر اليه من دول الجوار بانه منجم أموال ويرغبون بأخذ ما يرغبون منه”.
ولفت الصاحب الى ان “دول الأردن ومصر تريد الاستفادة من بيع النفط العراقي بأسعار رمزية عبر الانبوب الي يريد العراق نصبه وصولا الى ميناء العقبة من اجل احياء اقتصادها”.
وأوضح ان “مشاريع دول ايران والأردن والسعودية ومصر لن تأتي من اجل تزويد العراق بالطاقة الكهربائية وانما من اجل المصالح الشخصية”، مؤكدا ان “القوى السياسية تتجاهل حل معاناة المواطنين مع الكهرباء وتتمسك بتشريع قانون الامن الغذائي الطارئ الذي يتخوف الكثير من ان يتضمن شبهات فساد”.
وبين ان “العراق بات يستجدي الكهرباء من الدول المجاورة وهذا الملف لم يتم إيجاد الحلول لمشاكله على الرغم من صرف نصف مبالغ الموازنات العامة في السنوات السابقة”.
وتابع ان “العراق بصدد توقيع اتفاقية مع مصر التي استقدمت منذ سنوات قليلة شركة سيمنز الألمانية وحلت ازمة الكهرباء وباتت قادرة على تصدير الطاقة الكهرباء”، لافتا الى ان “الولايات المتحدة الامريكية فرضت على الساسة العراقيين بان يكون العراق خال من انتاج الطاقة لمدة 25 عاما”.